عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 18/11/2007, 02:32 PM
شتات
مُثــابر
 
رد : الغيرة... أسبابها وأشكالها .


الغيرة في البيت النبوي .
1. عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت صانعا طعاما مثل صفية ، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فبعثت به ، فأخذني أَفْكَلُ (أي أصابتاه رعدة بسبب الغيرة الشديدة) فكسرْت الإناء ، فقلت : يا رسول الله ، ما كفارة ما صنعت ؟ قال " إناء مثل إناء وطعام مثل طعام " [ رواه النسائي ]
2. عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد ، أخت خديجة ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة (شبه صوتها فتذكر خديجة ) فارتاح لذلك (هشّ لمجيئها وهذا من وفائه وحسن عهده لخديجة ) فقال : اللهم ! هالة بنت خويلد ، فغر فقلت : وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين ، هلكت في الدهر ، فأبدلك الله خيرا منها " [ رواه البخاري ] .
3. عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : وتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله عز وجل " ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت " قالت : قلت : والله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك ( أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور) [ رواه البخاري ].

أنواع الغيرة .
1. غيرة محمودة ، وهي الغيرة التي يحبها الله ورسوله , كالغيرة على محارم الله ، وغيرة المسلم على أهله ومحارمه فيغضب إذا انتُهِكت المحارم واقتُرِفت الآثام وتُعدِّيت الحدود ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فالغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى وهذه الغيرة هي أن تنتهك محارم الله وهي أن تؤتى الفواحش الباطنة والظاهرة " [ الاستقامة ج2 ص 7 ]
2. غيرة مذمومة ، والتي يكون سببها التنافس والحسد على أغراض شخصية وأمور دنيوية كالغيرة والتنافس من أهل النعم وأصحاب المهن والغيرة في مباح لا ريبة فيه فهي مما لا يحبه الله بل ينهى عنه إذا كان فيه ترك ما أمر الله غير الريبة فلا تكثر الغيرة على أهلك ولم تر منها سوءً ، فتُرمى بالشر من أجلك وإن كانت منه بريئة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل فالغيرة في غير ريبة " [ رواه النسائي ] .



الغيرة عند البشر .
1. قوم لا يغارون على حرمات الله بحال من الأحوال كالديوث والقواد وأهل الاباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ، ويجعل ذلك سبيله وسلوكه وطريقه " واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء " .
2. قوم يغارون على ما محارم الله ، وعلى ما أمر به مما هو من نوع الحب والكره ويجعلون ذلك غيرة ، فيكره أحدهم من غيره أموراً يحبها الله ورسوله ، ومنهم من جعل ذلك طريقاً وديناً ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما أحبه الله ورسوله غيرة .
3. قوم يغارون على ما أمر الله به دون ما حرمه ، فتراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها بل يبغضون الصلوات والعبادات كما قال تعالى فيهم " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ".
4. قوم يغارون مما يكرهه الله ويحبون ما يحبه الله ، وهؤلاء هم أهل الإيمان [ بتصرف من الاستقامة لابن تيمية ج: 2 ص: 7 ]


أسباب ضعف الغيرة
1. حب المعاصي ، فكلما هاجت أمواج المعصية خبت نار الغيرة في القلب ، قال ابن القيم " فصل : ومن عقوباتها [ أي المعاصي ] أنها تطفيء من القلب نار الغيرة التي هى لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن ، فإن الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كمال يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد " [ الجواب الكافي جـ1ص 43 ] .
2. الانخداع بالحضارة الغربية ، فقد أملى الشيطان لكثير من خلق الله أنه لا حضارة ولا تقدم إلا بنقل أنماط الحياة الغربية على كافة المجالات إلى المجتمعات الاسلامية .
3. تسلط الزوجة وانهيار مبدأ قوامة الرجل المنزل ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية " ولهذا لما اطلع على مراودتها [ أي زوج العزيز ] قال " يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " فلم يعاقبها ولم يفرق بينها وبين يوسف حتى لا تتمكن من مراودته ، وأمر يوسف أن لا يذكر ما جرى لأحد محبة منه لإمرأته ولو كان فيه غيرة لعاقب المرأة " .
4. التساهل في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى ألفت القلوب المنكرات ، واستولت عليها الشهوات وحينئذ تلاشت الغيرة عند كثير من الناس إلا ما رحم ربي .

وأخيرا ..
فإنَّه بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية ، وبتدنسه وهوانه ينزل الإنسان إلى أرذل الحيوانات البهيمية ، وطريق السلامة لمن يريد السلامة بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته في التمسك بشرعته ونهج سلوك سنته
(شكرا ابوحنين على موضوعك القيم)



من مواضيعي :
الرد باقتباس