عرض مشاركة مفردة
  #31  
قديم 12/02/2008, 01:57 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
رد : الـفـضائيـــات وتأثيـرها على مجتمعنـا

74 ـ نادر الحساوي:
الوسط الفني ليس فيه صديق.. وكلهم غدارون وأصحاب مصالح خاصة




*ما الدافع وراء اعتزالك الفن ولحاقك بركب العائدين؟
هذه الخطوة حسمت بها تردداً كان يتملكني منذ مدة، وأردت أن أريح نفسي من تبعات مثقلة تركها الفن على عاتقي وعلى عاتق أسرتي، حيث انتزعني الفن عن أبنائي وعائلتي فحينما أكون في التصوير لا أرى أولادي وأهلي فترة من الزمن بل تحولت بيوتنا إلى شيء أشبه بالفنادق، ولكن الحمد لله تحررت من هذه القيود وصرت أرى أبنائي وأكون معهم بشكل مستمر وأدير شؤون بيتي وأسرتي، حيث كنت أعيش في السابق في ضغط نفسي وتوتر مستمر، لكن الآن أشعر براحة نفسية، ويكفيني أنني عندما أضع رأسي على الوسادة أنام بعمق وارتياح.

*هل توقفك هذا توبة عن ممارسة الفن؟
أرى أن التوبة ضرورية لكل إنسان خصوصاً بعد أن يحج الإنسان ويرجع من بيت الله الحرام يعود مغفوراً له وخالياً من الذنوب كما ولدته أمه، وبصراحة بعد أن أديت فريضة الحج، سألني كثير من الناس هل سوف تعود إلى الساحة الفنية مرة أخرى؟ فكان جوابي ليس شافياً، ولكن بمجرد أن وطأت قدماي مطار الكويت انتزع الله من قلبي الرغبة في العودة إلى عالم الفن والشهرة لدرجة أنني كرهت العودة إليه مرة أخرى، بل كنت على قناعة تامة بأن الأرزاق بيد الله والتوفيق من رب العالمين، فما خاب من استخار رب العالمين.

*كيف تصف لنا حالك بعد العودة مقارنة بما كنت عليه أثناء ممارستك الفن؟
بصراحة شعوري الحالي لا يوصف، وأرى فرقاً كبيراً كالفرق بين السماء والأرض، ولا أرى ميزة في الوسط الفني تجعلني أندم على تركها أو فقدها، فهذا الوسط ليس فيه صديق يمكن الاعتماد عليه، فكلهم غدارون، وأصحاب مصالح خاصة، وكنت أظن أن الزملاء والأصدقاء الذين ابتعدت عنهم سيفقدوني لكنهم لم يكلفوا أنفسهم السؤال عني .

*كيف استطعت أن تترك الشهرة والأضواء بهذه السهولة؟
الله وحده هو الذي يهب الشهرة ويمنحك الأضواء، وهو وحده القادر على انتزاع كل ذلك منك في لحظة، ولكنني تركت شيئاً من أجل شيء أسمى وأعظم ولا شك أن مَنْ يترك شيئاً من أجل الله لن يتركه الله لغيره، بل سيعوضه خيراً منه لأن الله أكرم الأكرمين، لذلك سيعطيني الله ما هو خير من الشهرة والأضواء، ورغم أن شكلي قد تغيّر بعد اللحية واختلاف ملامحي، لكن الناس ما زالوا يعرفونني بل يقدرونني خير تقدير.



*هل يمكنك أن توظف خبرتك لما فيه الخير؟
أنا على استعداد لأن أقدم العديد من الاقتراحات والأعمال في هذا الصدد، لكن المنتجين يركزون دائماً على العائد الدنيوي السريع لذلك تجدهم يبتعدون عن توظيف الإبداع في خدمة الإسلام، أما بالنسبة لي، فقد قدمت الكثير من المقترحات حول هذا الهدف السامي لكنها وضعت في الأدراج.

*الكثير من الفنانين والفنانات اعتزلوا الفن وتحولوا إلى المظهر الإسلامي وانخرطوا في الحياة العادية وفي العبادات.. كيف تنظر لتباطؤ البعض في هذا الجانب؟
في الحقيقة الشهرة لها بريق خاص، والنجومية مغرية لمن ينظر إليها بمقياس الدنيا، أما في الواقع لابد لكل فرد أن يراجع نفسه ويحاسبها بدقة، ولكن من يعد إلى حياته الطبيعية، ويؤدي واجباته تجاه أسرته ومجتمعه، ويقم بأداء فرائضه يذق طعماً آخر للحياة.
ففي الماضي كنت أهمل الصلاة وكنت متقطعاً في أدائها بسبب الفن، حتى كنا نرفع صوت الأغاني بجوار المسجد ولا نبالي، ولكن الآن الحمد لله على نعمة الهداية وعلى ما أنا فيه من فضل الله، وأستطيع أن أقول قد تغيرت حياتي تماماً وأصبحت الدنيا جميلة ولها طعم خاص، وصرت أنظر إلى الحياة نظرة تفاؤل فاختلفت الأشياء تماماً والحمد لله.

*هل نصحت بعض الفنانين بترك الفن؟
نعم نصحت العديد منهم، ولكن للأسف لم أجد القبول من الكثيرين، بل البعض كان يمتعض حينما أقول لهم: هيا نصلي جماعة في المسجد، وأجد الغضب والاستغراب في وجوههم، وهذا من شرور الفن وأضراره أن يجعلك تعيش في وسط أبعد ما يكون عن واقع المسلم الحقيقي، وإذا كنت حريصاً على عباداتك وفرائضك، فإنك تبدو أمام الوسط الفني غريباً وشاذاً، ولكن الحمد لله الذي هداني وأسأله أن يهدي الجميع.

*ماذا تقول لزملائك السابقين في الوسط الفني؟
أقول لهم بكل صراحة أنا في خير ونعمة، وحياة مستقرة لا يدرك معناها إلا مَنْ يعيشها، وأحثهم على مراقبة الله، وأن يتذكروا أن الدنيا فانية ولا يبقى إلا وجه الله ذو الجلال والإكرام، كما أذكَّر بعض الفنانين بألا يخدشوا الحياء باسم الفن، وأن يتقوا الله ربهم فيما يقولون ويفعلون، لأننا محاسبون على كل ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأن ساعة الحظ هذه لابد أن تنتهي، والسعيد من أدرك نفسه، والعاقل من اتعظ بغيره، فقد يُقبض المرء وهو على سوء الخاتمة والعياذ بالله.. فأقول للجميع: اتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم وفي مجتمعكم .
المرجع: مجلة نون العدد الرابع
رمضان – شوال1426هـ



من مواضيعي :
الرد باقتباس